السبت، 8 يوليو 2023

العمل في رشيد

ــــــ
تعليقي الشخصي: قضيت فيها عامين دراسيين كاملين ، وكان السفر منها وإليها متعة كبيرة بقطار رشيد ، وياما جبنا معانا من خيراتها ، وكان في محطة رشيد عامل بوفيه تبع السكة الحديد ، اسمه عم أنور ، كان يحضر لنا طلباتنا واحنا راجعين نجيبها معانا ، وخصوصا شوالي اللبن والحليب الطازج يملأ به الجركن كل يوم والتاني ، وكان يتحمل طول المشوار ليس حتي الوصول لمحل الإقامة في سيدى بشر بل وأحيانا بيت أهلي في محرم بك الذى يبعد عن محطة مصر ب25 دقيقة ، وعمره ماقطع ولا فسد! أما في القطار فكان باعة السمك يدخلونه أثتاء وقوفه الطويل في محطات إدكو والمعدية ومعاهم شراوى السمك ، بالإضافة للسمك المشوى اللي كنا نرجع بيه من رشيد نفسها ، وكان مجتمع القطار مسليا جدا ، كان أغلبهم مدرسين ، وكان عم مصطفي القوسيونجي يحتل كرسيين متقابلين ومعاه جرائد الصباح في رحلة الذهاب ، والمرتجع خلال رحلة الإياب ، كما كان يحمل الأمانات التي يرسلها الأهالي من رشيد لأبنائهم المقيمين والدارسين في الإسكندرية سواء كانت نقدية أو عينية ، وفي موسم البلح كنا نعود بالبلح الزغلول الحقيقي المليان سكر مصفي ، ومن المعمورة الجوافة والقشطة...وهكذا كانت أيام خير ، وكنت وقتها متزوجا حديثا ومقيما في شقة حديثة البناء في شارع مسجد سيدى بشر أمام جراج هيئة نقل الركاب ، علي بعد دقائق من محطة السكة الحديد ، حيث كنت أستقل القطار دون مجهود ذهابا وإيابا ، وكنت وقتها أعمل أمينا لمكتبة مدرسة رشيد الثانوية للبنين ، وكان ناظر المدرسة اسمه "الطيباني" اسما علي مسمي ، وكان بعض الزملاء يحجزون لي مكانا بجوارهم من الإسكندرية ، في مقدمتهم أ. رياض المالكي ، الذى مرت الأيام وعملنا سويا في المبني الأدبي بالمدرسة الناصرية الثانوية حيث كان المدرس الأول المشرف للمواد الاجتماعية ، وفي نهاية السنة الثانية صدر قرار وزارى ينقلي لتدرس المواد الاجتماعية بالثانوى
 تعليق أ. شكرى أنطون:
 
Shokry Antoon
فعلا كانت رشيد ارض خير من سمك وبلح ولحمه وانا اتذكر لما كنت اروح اصطاد من ادكو فى السبعينيات كانت شراوى السمك بريال وبريزه مش اكتر من كده
أما بدايتك امين مكتبه واضح من غزارة علمك وترتيب عملك كل من تشرف بالعمل معك
* الرد علي أ. شكرى أنطون:
أما عن العمل بالمكتبات فقد تعلمت من خلاله الكثير ، وعلي رأيك أهم حاجة نتعلمها من هذا العمل هو الترتيب ، لأنه يعتمد أصلا علي مايسمي "التصنيف العشرى" الذى يقسم المعرفة إلي 10 أقسام رئيسية كل منها يتفرع إلي 10 فروع ، وكل فرع إلي 10 فروع أخرى...وهكذا إلي أن يضع كل نوع من المعرفة علي مستوى العالم في مختلف العصور في "الرقم الخاص" المناسب ويوضع علي كعب الكتاب...
وأما السفر عموما بالقطار فهو يعطي المرء العديد من الخبرات والتجارب والعلاقات والمعلومات
وأنا كنت مسافرا معظم مراحل حياتي
وأما رشيد فقد قضيت فيها أياما لا يمكن أن تسقط من الذاكرة ، بحلوها ومرها ، وللأسف اختتمت بتجربة سيئة لم أشهد لها مثيلا طوال عملي بالمكتبات ، وتتمثل في تعرض المكتبة - التي كانت تقع بالدور الأرضي - للسرقة عن طريق كسر زجاج نوافذها في إحدى الليالي ، مما كان أسوء صدمة صادفتها طوال حياتي المهنية!



ليست هناك تعليقات: